معلومات و إرشادات

التجذر السوسيو مهني: أي عقد عمل تحتاج؟

أخبار إسبانيا /

تواصل إسبانيا ترسيخ مكانتها كإحدى أكثر الدول الأوروبية جاذبية للمهاجرين، سواء لما تتمتع به من جودة عيش مرتفعة أو بفضل فرص العمل المتزايدة في مختلف القطاعات, ومع استمرار الطلب على اليد العاملة، أصبح مسار التجذر السوسيو مهني, و المعروف باسم Arraigo Sociolaboral أحد أهم الطرق القانونية للحصول على الإقامة، بشرط تقديم عقد عمل يستجيب للشروط التي وضعتها السلطات الإسبانية في هذا الباب.

تشترط وزارة الهجرة الإسبانية, لكل الراغبين في الحصول على بطاقة الإقامة في إسبانيا عبر مسار التجذر السوسيو مهني, ضرورة التوفر على عقد عمل بحد أدنى 20 ساعة أسبوعيًا، على أن يضمن للعامل أجراً لا يقل عن الحد الأدنى للأجور, أو الأجر المنصوص عليه في الاتفاقية الجماعية القطاعية.

وتقبل الإدارة مختلف أنواع العقود، سواء كانت دائمة، مؤقتة أو متقطعة، ما يعكس مرونة سوق العمل الإسباني وحاجته المستمرة لليد العاملة، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل, الرعاية الاجتماعية, الزراعة, الخدمات الفندقية و المطاعم, البناء, و الخدمات اللوجستية.

هذه الدينامية تفسر ارتفاع نسبة توظيف المهاجرين في السنوات الأخيرة، إذ تغطي اليد العاملة الأجنبية جزءًا مهمًا من الاحتياجات المهنية داخل البلاد.

لا يكفي وجود عرض عمل فحسب للبدء في إجراءات الحصول على الإقامة عبر مسار التجذر السوسيو مهني، بل يجب أن يثبت صاحب العمل كذلك أنه غير مُدان لدى مصلحة الضرائب أو الضمان الاجتماعي, و أنه يمتلك قدرة مالية كافية لتوظيف العامل, كما يشترط أن تكون الوظيفة حقيقية وتتوافق مع القوانين الإسبانية.

كما يجب على المهاجر التوفر على جواز سفر ساري المفعول, وثائق تثبت الإقامة في إسبانيا لمدة سنتين و يمكن تقديم إثبات على ذلك من خلال شهادة السكنى مثلا، كما تعد وثائق أخرى مثل التذاكر والمواعيد الطبية وما إلى ذلك صالحة أيضًا لإثبات مدة الإقامة المطلوبة, شهادة تتبث خلو السجل الجنائي سواء في إسبانيا أو في البلد الأصلي، مترجمة ومصادق عليه عند الحاجة, و يحصل المهاجر بعد استيفاء الشروط المطلوبة على تصريح إقامة مدة صلاحيته سنة واحدة، ويمكن تمديده أو تعديله بعد انقضاء هذه المدة. ويسمح هذا التصريح للمهاجر بالعمل لدى شخص آخر أو العمل لحسابه الخاص.

و من جهتها, تؤكد السلطات أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان حقوق العامل ومنع أي تعاقد وهمي أو استغلالي.

بعد تعديل لوائح الهجرة في 20 مايو من هذه السنة، أصبح من الضروري التمييز بين:

التجذر السوسيو-مهني: و هي الحالة التي يتوفر فيها المهاجر على عرض عمل.

التجذر الاجتماعي: و هي في حالة وجود روابط عائلية أو رغبة في إنشاء مشروع تجاري خاص.

هذا التعديل جاء استجابةً لواقع سوق العمل الإسباني الذي يحتاج إلى يد عاملة جديدة، وفي الوقت نفسه يوفر إطارًا قانونيًا واضحًا للمهاجرين الباحثين عن الإقامة بشكل قانوني.

إقرأ أيضا

تواجه إسبانيا، مثل العديد من الدول الأوروبية، تحديًا ديمغرافيًا بسبب شيخوخة السكان وانخفاض معدلات الولادة, هذا الواقع يجعل المهاجرين عنصرًا أساسيًا لضمان استمرارية نظام التقاعد, تغطية نقص العمالة في قطاعات اقتصادية مهمة,  و دعم نمو سوق العمل وحركة الإنتاج.

 وترى مراكز الدراسات الإسبانية أن اليد العاملة الأجنبية أصبحت ركيزة لاقتصاد البلاد، وهو ما انعكس على ارتفاع فرص العمل المتاحة للمهاجرين بشكل ملحوظ في العقد الأخير.

تحتل إسبانيا مراتب متقدمة عالميًا في مستوى الرفاه الاجتماعي,  جودة الخدمات الصحية, نمط الحياة الآمن, المناخ المعتدل, و التكلفة المنخفضة نسبيًا للعيش مقارنة بدول أوروبا الغربية, وهذا ما يجعلها مقصدًا مفضلًا للمهاجرين الباحثين عن حياة مستقرة وفرص عمل جدية ضمن إطار قانوني واضح.

المصدر: موقع parainmigrantes.info بتصرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى