الطيران الشراعي..أسلوب جديد و خطير في “الحريك” بين المغرب و إسبانيا

أخبار إسبانيا /
يخاطر المئات من المهاجرين من جميع الجنسيات و الراغبين في حياة أفضل في أوروبا , بحياتهم لاجتياز الحدود الفاصلة بين المغرب و مدينة سبتة, و ذلك عبر طرق عديدة, منها محاولة دخول سبتة سباحة أو في قوارب للهجرة غير النظامية, كما أن محاولات اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين المغرب و سبتة أصبحت شبه يومية, هذه المحاولات تتسبب في إصابات خطيرة نتيجة الأسلاك الشائكة والاندفاع الجماعي، كما تزيد الضغط على قوات الأمن من الجانبين. ورغم جهود المراقبة والتعاون بين السلطات المغربية والإسبانية، تظل المشكلة قائمة بسبب استمرار تدفق المهاجرين واليأس الذي يدفعهم إلى هذا الطريق الخطير.
و إذا كان الجميع قد اعتاد على هذه الأساليب السالفة الذكر في “الحريك”, فقد أثار ظهور طائرة شراعية تنحدر نحو محيط مدينة سبتة دهشة السكان قبل بضعة أسابيع. و لم يكن الأمر يتعلق برياضي ولا بمغامر متهور، بل بمهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء دفع مقابل عبور ليلي من الجانب المغربي مستخدمًا طريقة خطرة وغير مألوفة إلى حد الآن. تلك المشاهد شكلت بداية تحقيق أمني انتهى بتفكيك الشبكة التي تدير هذا النوع الجديد من “الحريك”.
إقرأ أيضا
هذا و أوقفت السلطات المغربية خمسة أشخاص كانوا، وفقًا للتحريات، يقدمون “رحلات سرية” من منحدرات قرية بليونش القريبة من مدينة سبتة. هناك، بعيدًا عن أعين السلطات، كانوا يحددون نقاط إقلاع يدفعون منها المهاجرين مجهزين بطائرات شراعية، وكثير منهم دون أي تدريب. حيث كان الهدف هو التحليق فوق الحدود والهبوط داخل الأراضي الإسبانية خلال دقائق قليلة.
وبحسب مصادر أمنية مغربية، فقد كان الموقوفون يستقطبون مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يقيمون في مخيمات عشوائية داخل المنطقة الغابوية مقابل مبالغ مالية كبيرة. وكانت الشبكة توفر المعدات اللازمة وتنظم الإقلاع من مناطق مرتفعة في الجبل، منسّقةً عبر مراقبات وإشارات لتجنّب رصدهم هناك.
شبكة متخصصة في تهريب البشر
و جاءت مصادرة عدة طائرات شراعية ومعدات أخرى, لتؤكد وجود بنية منظمة للمجموعة التي كانت تعمل كشبكة حقيقية لتهريب البشر متخصصة في هذا المسار الجوي الجديد لاجتياز الحدود. وتؤكد السلطات أن هذه التقنية ليست غير قانونية فحسب، بل شديدة الخطورة على المهاجرين الذين يواجهون رياحًا قوية ومناطق صخرية ورحلات بلا أي إعداد مهني أو معرفة مسبقة.

و أعاد هذا الملف فتح النقاش حول تطوّر طرق العبور السرية نحو سبتة والاستراتيجيات الأكثر خطورة التي يلجأ إليها من يحاولون تجاوز الحدود. ويواصل المغرب التحقيق لتحديد أي متعاونين محتملين ومنع تكرار هذه الممارسات، فيما أُحيل أحد المتهمين إلى الحبس الاحتياطي، وتستمر العدالة المغربية في دراسة احتمال وجود امتدادات ونقاط انطلاق جديدة.




