بيع المواعيد المسبقة..تجارة بمعاناة المهاجرين
أصبح الحصول على موعد مسبق لتدبير أي إجراء إداري يهم الحصول أو تجديد بطاقات الإقامة في إسبانيا وغيرها من الإجراءات الهامة, مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للمهاجرين في ظل وجود ما أصبح يعرف ب”مافيا المواعيد” و التي حولت حاجة المهاجرين الملحة للحصول على موعد مسبق إلى تجارة مربحة تدر عليهم مداخيل كبيرة جدا, و ذلك من خلال الاستعانة بمئات الروبوتات القادرة على الاستيلاء على جميع المواعيد المتاحة ثواني فقط بعد نشرها على الانترنت, و تسبب هذه الروبوتات في انهيار موقع وكالة الهجرة والمؤسسات الحكومية الأخرى حيث تترك الآلاف من المهاجرين دون استكمال إجراءاتهم العالقة.
و حذر العديد من المحامون والمهاجرون منذ سنوات من احتكار نظام المواعيد من قبل مجموعات منظمة تستفيد بشكل غير مشروع من حاجة الأجانب والمهاجرين الماسة للحصول على موعد مسبق, حيث يضطرهم اليأس إلى الخضوع ودفع المال مقابل الحصول على موعد بعد استحالة الحصول عليه بشكل طبيعي, ويشتكي المهاجرون من أن الوضع تفاقم كثيرا منذ جائحة كورونا، عندما أصبحت المواعيد المسبقة ضرورية لتنفيذ أي إجراء إداري.
إقرأ أيضا
و يحكي العديد من المهاجرين عن معاناتهم الكبيرة للحصول على موعد مسبق, حيث تحول الأمر إلى ما يشبه المعجزة, نظرا لسيطرة بعض الأفراد و المجموعات على هذه المواعيد و تحويلها إلى تجارة مربحة, حيث تنتشر إعلانات بيع المواعيد بشكل كبير في العديد من الفضاءات, مثل وسائل التواصل الاجتماعي, و التطبيقات, و مكاتب خاصة بإجراءات الهجرة, مراكز تحويل الأموال و الاتصالات, و ذلك مقابل مبالغ مالية كل حسب حالته, وبشكل عام، تتراوح أسعار المواعيد بين 20 و500 يورو، حسب الإجراء ومدى الحاجة.
و لم يعد الأمر متوقفا فقط على الإجراءات التي تهم المهاجرين, بل امتدت السوق السوداء للمواعيد المسبقة لتطال إجراءات أخرى تهم مثلا, مكاتب التشغيل للحصول على مواعيد لطلب مساعدات مثلا, مديرية الطرق لمباشرة إجراءات تهم تجديد رخص السياقة وغيرها من الإجراءات.
ورغم أن هذه الممارسة انتشرت للأسف في جميع أنحاء إسبانيا، إلا أن مصادر من الشرطة الوطنية الإسبانية تؤكد أن الوضع في بعض المناطق مثل, كاتالونيا و منطقة ليفانتي “خطير بشكل خاص”, لكن الاعتقالات عادة ما تكون بطيئة، وبحسب المصادر نفسها، فإن التحقيقات ضد هذه المجموعات المنظمة بطيئة ومعقدة, ففي مارس 2023، قاد قاضٍ من فالنسيا تحقيقات أسفرت عن اعتقال أكثر من 60 شخصًا في برشلونة ومدريد وإقليم بلنسيا.
إقرأ أيضا
و بالموازاة مع هذه الظاهرة الجديدة و المتمثلة في بيع المواعيد المسبقة, ظهرت أشكال جديدة من الاحتيال مستغلة يأس المهاجرين, حيث يقوم البعض عبر تطبيقات بيع وشراء الأغراض المستعملة أو على شبكات التواصل الاجتماعي، ببيع مواعيد مسبقة لا وجود لها, وبهذه الطريقة، يشتري الشخص خدمة لا وجود لها أصلا.
المصدر: بتصرف عن موقع Cronicaglobal





