ثقافة و فن

تعزيز الحوار بين الأديان و الثقافات يجمع باحثين مغاربة و إسبان

تعزيز الحوار بين الأديان و الثقافات يجمع باحثين مغاربة و إسبان, و ذلك من خلال برنامج “الوئام عبر الآفاق” Armonía a través de los horizontes و هو ​​حدث أكاديمي, ينظمه المعهد الجامعي للعلوم الدينية بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، بالتعاون مع سفارة المغرب بإسبانيا, و  يسعى البرنامج إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات بين إسبانيا والمغرب,  وسيعقد يومي 28 و29 أكتوبر 2024 في قاعة اجتماعات “إميليا باردو بازان” بكلية فقه اللغة بجامعة كومبلوتنسي, و تندرج  الندوة في سياق العلاقات الممتدة بين البلدين الجارين و التي اتسمت بقرون من التبادلات الثقافية والدينية, مما أثر بشكل كبير على تطورهما الاجتماعي والتاريخي.   

يفتتح الحدث يوم الاثنين 28 أكتوبر بمداخلة يقدمها فريد الباشا، من جامعة محمد الخامس بالرباط ومؤسس البيت المغربي للسلام والتسامح، حول “المعرفة المشتركة والحوار بين الأديان”, ويشير هذا المصطلح إلى الحاجة إلى فهم متبادل عميق يتجاوز مجرد التعايش، إلى خلق جسر حقيقي للتواصل بين المجتمعات ذات المعتقدات المختلفة, من جانبه, يتطرق الأستاذ,  دانييل جيل فلوريس، من جامعة كومبلوتنسي بمدريد، لموضوع الطالبات المحجبات في المراكز التعليمية الإسبانية، بمحاضرة تحت عنوانꓽ “دور الملابس الدينية في الأماكن العلمانية والتوترات التي يمكن أن تولدها” باعتباره من المواضيع الرئيسية المطروحة للنقاش العام.

إقرأ أيضا

ومن أبرز المواضيع المدرحة كذلك,  مداخلة الأستاذ,  يوسف كلام,  من جامعة القرويين حول التراث الديني الأندلسي المشترك بين المغرب وإسبانيا,  ويعكس هذا العرض التراث الثقافي الغني الذي تقاسمته الدولتان على مر القرون، خاصة خلال فترة الأندلس، عندما كان التعايش بين اليهود والمسيحيين والمسلمين نموذجا للتبادل الفكري والديني.

وفي الجلسة الثانية، سيتم التركيز على الترجمة كوسيلة أساسية للحوار بين الأديان والثقافات, و في هذا الإطار, يتناول الباحث,  محمد علا، من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، التبادل الفكري من خلال الترجمة بين البلدين, فيما سيتطرق,  سيف الإسلام بن عبد النور، رئيس منتدى إبراهيم للحوار بمدريد، إلى “ترجمة النص الديني بين الموضوعية والأيديولوجية”، متأملا كيف يمكن أن تتأثر ترجمات النصوص الدينية بالتحيزات التي تتعارض مع تصور الأديان الأجنبية.

من جانبها، تستكشف الأستاذة, حنان المجدوبي, في عرضها,  تدريس اللغة الإسبانية في كلية أصول الدين كمحرك للحوار بين الأديان والثقافات, كيف يلعب تعلم اللغة دورًا رئيسيًا في إزالة الحواجز وبناء مجتمع أكثر تماسكًا.

أحد الجوانب الأكثر ابتكارًا في البرنامج هو مناقشة الحوار بين الأديان بما يتجاوز الدين، والذي يشمل التحدي بين المعتقدات في القرن الحادي والعشرين، والذي قدمه, رافائيل رويز أندريس، من جامعة كومبلوتنسي في مدريد,  يوسع هذا النهج النقاش نحو فهم القناعات الشخصية بما يتجاوز المعتقدات الدينية، وهو مجال قد يشمل الأخلاق العلمانية وأنظمة فكرية أخرى.

وفي يوم 29 أكتوبر، سيستمر المؤتمر بتكريم الأستاذة, تيريزا لوسادا، الشخصية البارزة في دراسة الإسلام ومؤسسة منظمة بيت الثقافة، التي عززت الحوار والتكامل بين السكان المسلمين في إسبانيا,  حيث سيقدم الأستاذ, جوزيب بويج مونتادا، من جامعة كومبلوتنسي، بحثا في إرث الباحثة, تيريزا لوسادا,  وتأثيره على الحوار بين الأديان في إسبانيا.

و من المواضيع الهامة التي سيتم التطرق لها بالمناقشة و التحليل, هو الحظر التاريخي والقانوني لدخول غير المسلمين إلى المساجد في المغرب، من تقديم الأستاذ, بيدرو بوينديا بيريز، من جامعة كومبلوتنسي بمدريد. و يتيح هذا التحليل التاريخي استكشاف تعقيدات الإطار الديني والقانوني في المغرب، وكيف تطورت هذه الأنظمة إلى يومنا هذا.

إقرأ أيضا

كما تتم مناقشة حقوق المرأة والحق في الحرية الدينية في المجتمعات المتعددة الثقافات في اليوم الثاني من المؤتمر, حيث تتناول,  يوجينيا ريلانيو باستور، من جامعة كومبلوتنسي، هذه القضية الحاسمة عند التقاطع بين النوع الاجتماعي والدين وحقوق الإنسان,  يلي ذلك عرض تقديمي حول “بصمة احتياجات ومطالب المجتمعات المسلمة في السياق الجنائزي للدولة الإسبانية” يقدمه, أوسكار سالغيرو مونتانيو، والذي يسلط الضوء على الحقائق الاجتماعية والعملية التي تواجهها هذه المجتمعات في حياتها اليومية.

وتركز الجلسة الأخيرة من المؤتمر, على دور الدين في حكم المواطن، مع عرض سيقدمه, فرناندو أميريغو كويرفو أرانغو,  ويشكل تحليله لمبادئ الحوار بين الثقافات، بما في ذلك التسامح والقيم الإنسانية المشتركة والحق في الاختلاف، دعوة لإعادة التفكير في كيفية عيش المجتمعات في سلام دون التضحية بالتنوع.

و في ختام المؤتمر, يقدم الأستاذ, محمد الظاهري, عرضا حول المهاجرين المغاربة في إسبانيا وتحدي التعايش والاندماج,  وتكتسب هذه القضية أهمية خاصة في وقت حيث لا تزال الهجرة والاندماج من المواضيع الساخنة في كل من السياسات الإسبانية والأوروبية.

المصدر: موقع Islamcat.org

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى