فاجعة..وفاة أربعة أفراد من أسرة مغربية جنوب إسبانيا بسبب جهاز تدفئة

أخبار إسبانيا /
ذكرت وسائل إعلام إسبانية, أن أربعة أشخاص من أسرة مغربية لقوا حتفهم في بلدة توروكس, Torrox, بمقاطعة مالقة، إثر تعرضهم لحالة اختناق ناجمة عن تسرب لغاز أحادي أكسيد الكربون, وأفادت المصادر ذاتها بأن الضحايا، وهم شخصان بالغان وقاصران اثنان، لقوا حتفهم بسبب استنشاق الغاز المنبعث من جهاز تدفئة منزلي معطل.
و سادت بلدة تورّوكس، والتي يزيد عدد سكانها عن 22 ألف نسمة، حالة من الذهول و الحزن والصدمة العميقة, بعد ظهور الخبر المروّع و المتعلّق بوفاة أربعة أفراد من عائلة واحدة من أصل مغربي بسبب استنشاقهم أحادي أكسيد الكربون الناتج عن تسرّب لغاز البوتان داخل منزل يقع في حي بونتيل في قلب البلدة.
أسرة مغربية محبوبة
الأسرة المغربية كانت تتكون من الأب، سعيد رأبح، و الذي يبلغ من العمر 53 سنة، و كان قد وصل إلى تورّوكس عام 2005 قادماً من المغرب، وكان يعمل في الزراعة والبناء والبيع المتنقّل. أما زوجته، سعدية، فكان عمرها 38 عاماً، وقد وصلت إلى إسبانيا عام 2008، وكانت تعمل مترجمة ومعلمة للغة العربية للأطفال من أصول مغربية بعد أن أتقنت اللغة الإسبانية بشكل كامل.
إقرأ أيضا
حكاية مروان..من مهاجر غير نظامي إلى شرطي في شوارع إسبانيا

وكان للزوجين ولدان، محمد البالغ من العمر 19عاماً، ومصطفى البالغ 17عاماً. وكان الابنان يدرسان، كما كان الابن الأكبر يعمل أيضاً حلاقاً، وقد افتتح قبل أشهر قليلة محلاً صغيراً له على الساحل.

وكانت العائلة قد انتقلت إلى الشقة الصغيرة التي وقعت فيها المأساة قبل ثلاث سنوات فقط، بينما كانت تقيم سابقاً في منطقة الساحل في إل مورشي. وقد أظهر الأقارب والأصدقاء الذين تجمعوا بعد الحادث أمام المنزل حزناً شديداً، وظلوا يكررون أن العائلة كانت متواضعة وطيبة و محبوبة من طرف كل الجيران, كما كانت تعتبر نموذجا ناجحا للإندماج في المجتمع الإسباني.
وكان الشقيقان يلعبان كرة القدم، وكان مصطفى ينتمي إلى الفئات السنية في نادي تورّوكس الرياضي، بينما كان محمد يجمع بين عمله كحلاق ودراسته في تخصص الميكانيك والإلكترونيات في معهد خوان دي لا ثيرفا في فيليز مالقا.
هذا و عاشت البلدة ساعات صعبة بينما كان عناصر الحرس المدني والطب الشرعي يفحصون المنزل قبل نقل الجثث، وسط صراخ وبكاء ودعوات أصدقاء العائلة و أفراد من الجالية المغربية القاطنة بالبلدة و كذا جيران العائلة من الإسبان, حيث تجمع أكثر من مئة شخص من العائلة والأصدقاء والجيران.

و كانت الأسرة المغربية تعيش حياة مستقرة وهادئة، يقدّمان فيها كل ما يستطيعان من جهد من أجل مستقبل طفليهما. وكان الأب معروفاً بين الجيران بطيبة قلبه واستعداده الدائم لمساعدة الآخرين، بينما كانت الأم مثالاً للالتزام والود، تعمل بصبر وإخلاص مع الأطفال الذين تعلّمهم اللغة العربية. وكان أفراد العائلة يشاركون بانتظام في الأنشطة الاجتماعية والرياضية في البلدة، مما جعلهم محبوبين لدى الجميع. وقد زاد حجم الصدمة بين السكان بسبب طبيعة الحادث المفاجئة، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تتحول ليلة عادية إلى مأساة أليمة تفجع الجميع.
القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء تعزي في وفاة الأسرة المغربية
و على إثر المصاب الجلل المتمثل في وفاة الاسرة المغربية بمدينة Torrox, بالقرب من ملقا، و المكونة من الاب سعيد رابح و زوجته و إبنيه، عشية يوم الثلاثاء 25 نونبر 2025، تقدمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بالجزيرة الخضراء باسم كل أفراد طاقمها بأحر التعازي لكل أفراد الاسرة المكلومة, داعية الله جميعا ان يسكنهم فسيح جنانه ويسدل عليهم سابغ رحمته و يلهم ذويهم الصبر و السلوان.
و إنا لله و إنا إليه راجعون.




